اخر الاخبار
404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

واحد ينقذ العراق، لا غيره..

وكأن نساء العراق لا تنجب مصلحين..

بيده جميع المفاتيح، والحلول، والمعجزات.. اعيد احياؤه (الان) بعدما لفظه المنادون به انفسهم.. انه "الطوطم" الذي قتله ابناؤه ثم ندموا (يقول فريد) وعادوا يعبدونه لعلّه ينقذ احلامهم.. أوهامهم..

اهلا بـ "المنقذ" الطوطم رئيسا لحكومة العراق المسبيّ

 


الطوطم..

المنقذ المزعوم*

تسريبات حكومة الانسداد تتركز في هذه الايام وقبل الاعلان عنها على خرافة عفا عليها الزمن وصارت من مضاحك الولايات، والتجديدات، والتوافقات وعنوانها: "واحد ينقذ العراق.. لا غيره" يقال انها من متبنيات الجوار على هيئة نصيحة، أو إملاء، ويقال انها طبخت في غرف مظلمة، وصُمم الحديث عنها من باب "جس النبض" وان المنقذ المزعوم نفسه صدّق الكذبة، مثلما صدّق اشعب كذبته يوم قال للاولاد ان ثمة وليمة باذخة في منعطف اقصى البيوت، وحين هرعوا الى صوب المكان ركض "أشعب" وراءهم وهو يردد: ربما الامر صحيحا فانال وجبة دسمة.

وإذ نختنق حيال بعض التصريحات المراهِقة والكتابات المدّاحة والاعلانات التلفزيونية الفاقعة بترويجٌ متصاعد لخرافة "المنقذ" الذي سيأتي بالحلول، وبالامن والكهرباء وفرص العمل والرخاء ورضى الجيران والعالم وراحة البال، فان ثمة لجاجة مصممة على خداع السُذج بوصفه الوحيد الذي يعرف فوق ما يعرفه الاخرون، ويعمل ما لا يستطيع ان يعمله غيره، ويخطط ما لم يكتشفه احد من المخططين والاستراتيجيين من الخطط، وانه الذي سوف يجترح المعجزات، و"يمشي فوق الماء"..

وحكاية المشي في الماء لها صفحة في أغاني ابو الفرج الاصفهاني، إذْ جاء احد مريدي الصوفي سهل التشتري المتوفى عام 886 ميلادية وقال له: ان الناس يقولون ان بمقدورك ان تمشي فوق الماء، فكان رد "سهل" بان طلب منه الذهاب الى مؤذن في المدينة معروف بصدقه كي يسأله عن الامر، وحين ذهب المريد الى المؤذن تلقى الجواب الشافي منه إذ قال له الاخير: انا لا اعلم إنْ كان شيخنا سهل يمشي على الماء، ام لا، لكن ما اعلمه هو ان الشيخ الجليل حين قصد حوض الماء ذات يوم بغية الوضوء سقط فيه وكاد ان يموت غرقا لو لم اسارع الى نجدته وانقاذه.

الحديث عن الدكتاتور العادل، المنقذ، لعبور انسدادات تشكيل الحكومة لا يعدو عن وهم قديم باطل كانت انظمة "التفويض" البطرياركية، ومشتقاتها، قد اخترعته كحل للاضطرابات واحوال الخروج على القانون ومواجهة الانشقاقات، استنادا الى نظرية فرويد عن "الطوطم" وهو الاب، القوي القدرة، الذي أقصاه ابناؤه، وقتلوه، فغرقوا في الاهوال والمفاسد، ثم عادوا وعبدوه من بعد ان شعروا بالحاجة  الى "إنقاذ ما يمكن انقاذه".

والحال، فان مدسوسات الحاجة الى منقذ "قوي" للمرحلة العراقية الحالية من عيار الطوطم  واوهام الفاسدين لا يصدقها غير السُذّج وحدهم وكأن  نساء العراق عاقرات عن انجاب ذرية صالحة.. تعفّ عن شناعات الفساد والنهب.. وأكل المال الحرام.

استدراك:

"قيل لحسن البصري: من هم شرّ الناس؟ قال: الذي يرى انه خيرهم. "

المستطرف الجديد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*"جملة مفيدة" في صحيفة (المدى) يوم الاربعاء 6 تموز2022

شارك بتعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق