اخر الاخبار
404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

ديمقراطية تحت السيطرة...

فلاح المشعل

جهات وأحزاب نافذة تملك وفرة هائلة من المال السياسي المنهوب من الشعب، وماكنات اعلامية وجيوش الكترونية وصفحات ممولة، تملك وزارات وجامعات ومولات ومستشفيات ومصارف ومافيات تهريب وقتل وكل شيء… وبعضها تتمتع بغطاء دولي، ذلك يجعلها "ديمقراطية" تحت السيطرة والمحاصصة واقع حال في توازن المكاسب، مشروع الديمقراطية الحقيقي سيقضي على التجمع المافيوي الذي يستلب العراق منذ ١٨ عاما.

خارطة تكوين التحاصص بالثروة والنفوذ والسلطة تمنع بناء دولة وتكرس منهجيات عمل لنظام سياسي برؤوس متعددة طائفية - عرقية، أي مشروع للتغير في بنية هذا التكوين الديكتوقراطي سيواجه بالقمع من جميع الاطراف المتحاصصة، ومثال ذلك ماحصل بانتفاضة تشرين 2019 حيث اشتركت جميع هذه المكونات بجريمة قتل نحو 800 شاب عراقي وجرح نحو 25000 جريح، مَنْ لم يشارك بالقتل المباشر، وقف متفرجا على هذه الجريمة التاريخية بحق الشعب العراقي.

الإشكالية التاريخية التي وضع فيها الشعب العراقي، وبتواطئ امريكي يماثل الجريمة، أن القوى الداخلية والخارجية وضعته في اطار نظام "ديمقراطي" مزيف، ومحكوم بقوى ثيوقراطية استبدادية تخلت عن الأثر الاسلاموي في تكوينها وشعارها العقائدي وتحولت لمافيات تبتكر سلوكيات القرصنة والنهب بشهية عارمة وبناء مجدها الذاتي سيما وأنها تملك شرعية الدفاع عن الـ"ديمقراطية" كنظام سياسي منتخب!

واقع الحال كرس منافع ليس لهذه القوى الداخلية وحسب، وإنما لدول المحيط العراقي التي كانت تنتظر الفرصة التاريخية بوجود نظام عراقي ضعيف هزيل يفتقد لعناوين الدولة القوية، ماجعل العراق ساحة للاستثمار السياسي والمالي والثارات السياسية المتعددةوالموروثة على حساب مصالح الشعب، وسحق أي توجه أو مشروع بناء دولة عراقية مدنية تحترم المواطن وتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية.

تحقيق الديمقراطية كنظام سياسي بالفعل وليس انتخابات فقط، يخلخل وينهي سلطة هذه التكوينات المافوية وتمدد دول الجوار على حساب العراق، ويشكل مصدر قلق وخوف دول الجوار العراقي والقوى والاحزاب الداخلية المتغانمة، من هنا نجد أن مصالح الداخل والخارج أصبحت متداخلة ومتنافذة في إبقاء الحال على ماهو عليه للاستمرار في تحقيق المكاسب على حساب دولة تتوارى وتتفتت وإنسان يتقهقر وينسحق، بينما وهي تستمر اللعبة الديمقراطية وخداع الانتخابات التي تعيد إبقاء الحال على ماهو عليه من نظام بعنوان "ديمقراطي" تحت السيطرة.

شارك بتعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق